صحف إيران:

التفاوض المباشر مع واشنطن.. ودور إيران الإقليمي.. والصراع على السلطة

Tuesday, 01/07/2025

المفاوضات مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والجدل حول استجواب وزراء في حكومة بزشكيان من قبل نواب البرلمان الذي يسيطر عليه الأصوليون، هما من الملفات الهامة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 7 يناير (كانون الثاني).

صحيفة "اعتماد" نقلت عن خبراء ومحللين سياسيين قولهم إن الوقت الآن أصبح مواتيا جدا لإيران للدخول في مفاوضات جادة وشاملة ومباشرة مع واشنطن، وأن خيار التفاوض والتوصل إلى اتفاق عبر القنوات الدبلوماسية هو الخيار الأقل كلفة لكافة الأطراف، بما فيها طهران.

صحيفة "آرمان أمروز" قالت إن بعض الدول الأوروبية تخشى من توصل ترامب وإيران إلى اتفاق ينهي الصراع المستمر منذ عقود بين البلدين، لأن أوروبا ستجد نفسها خارج حدود اللعبة والتأثير الذي كانت تحظى به بفعل دورها الوسيط أو التمثيلي عن الولايات المتحدة، حسب الصحيفة.

صحيفة "إيران"، الصادرة عن الحكومة، نقلت أيضا قول نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف: "نحن مستعدون للمفاوضات ولسنا طلابا للعقوبات".

من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام عدد من الصحف هو تحركات الأصوليين في البرلمان لاستجواب عدد من وزراء حكومة بزشكيان، مثل وزير النفط ووزير الاقتصاد ووزير العمل، بسبب الأزمات التي تمر بها إيران، واتهام الوزراء بالتقصير والمسؤولية في ذلك.

صحيفة "هم ميهن" قالت إن إيران تواجه أزمات كبرى وجذرية، وعلى البرلمان أن ينشغل بها بدل الانشغال بهذه التصرفات التي لا تساهم إلا في زيادة التوتر السياسي.

صحيفة "سازندكي" الإصلاحية أيضا قالت إن "الأقلية المتطرفة" باتت تتعامل مع البلد كـ"رهينة" لديها، رغم أن معظم هؤلاء الوزراء الذين يراد استجوابهم في البرلمان هم مؤيدون من قبل المرشد علي خامنئي.

في شأن داخلي آخر أشارت صحيفة "همدلي" إلى أزمة الطاقة في إيران، والانقطاع المستمر للكهرباء، ولفتت إلى أن هذه الأزمة تتفاقم مع مجيء الصيف، وسخرت من المسؤولين الإيرانيين والسياسيين المقربين من الحكومة السابقة عندما كانوا يتوعدون أوروبا والغرب "بشتاء صعب"، وعنونت في عددها اليوم: "شتاء صعب متوهم.. وصيف صعب حقيقي".

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"جمهوري إسلامي": المخاطر تحيط بإيران من كل جانب

قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن المخاطر والتهديدات التي تحيط بإيران خصوصا من جهة الشرق والغرب والشمال أصبحت كبيرة للغاية، وإن حنكة المسؤولين ودقتهم، وكذلك الانسجام الوطني، يكفلان تحييد هذه المخاطر وإفشالها.

الصحيفة انتقدت الصراع الجاري بين التيارات والأطراف السياسية من أجل السلطة والنفوذ في ظل ما تواجهه إيران من تهديدات ومخاطر، وهي حرب على السلطة لا مبرر لها، كما يمكن أن نعتبرها في أقل تقدير محاولة لإشغال المسؤولين وصناع القرار عن القضايا الأساسية والتهديدات التي باتت تتربص بإيران من كل جهة.

"هم ميهن": البرلمان ينشغل بقضايا هامشية بسبب المتطرفين ويهمل أزمات كبرى

أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى عدد من الأزمات الكبرى التي تواجهها إيران، وقالت: "بالنظر إلى العديد من القضايا مثل خروج الاستثمارات من إيران، وهزيمتنا في سوريا، والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، وعدم وفاء روسيا بتسليم طهران المقاتلات، كلها تكشف عن وجود جذور أساسية لهذه المشكلات".

وتابعت الصحيفة: "في ظل هذه الأزمات والمشكلات، ومع اقتراب موعد مجيء ترامب خلال أسبوعين، فإن البرلمان، وبدل الانشغال بالبحث عن حلول لهذه المشكلات، ينخرط في أزمات وملفات هامشية غير مهمة، ولا تمثل أهمية لدى أكثرية الشعب الإيراني ولا البرلمان، بل هي مطالب لمجموعة من المتشددين الذين يهدفون لحرف أنظار الشعب الإيراني من القضايا الأساسية إلى القضايا الهامشية".
الصحيفة لفتت إلى دعوة عدد من هؤلاء النواب إلى استجواب عدد من المسؤولين والوزراء، مؤكدة في المقابل أنه لا فائدة من هذه التحركات ومحاولات الاستيضاح، بل إنها ستفاقم الوضع وستزيد من التوتر السياسي في داخل البلد.

"اعتماد": ايران قد تكون مستعدة للتوصل لاتفاق شامل يضمن دورها الإقليمي

قال الخبير السياسي مرتضى مكي إن بعض الساسة في الولايات المتحدة يرون أن الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحا بشكل قوي على طاولة الخيارات لمواجهة إيران، خصوصا بعد فشل سياسة "الضغط القصوى" التي انتهجتها إدارة ترامب السابقة.

وأضاف الكاتب: لكن ساسة آخرين- وهم أكثرية- يرون خلاف ذلك، ويعتقدون أن وجود إيران مستقرة ويتم احتواء سلوكها أفضل من فكرة وجود إيران وهي في حالة فوضى، لأن الفوضى في بلد بحجم إيران لا تخدم مصالح الدول المختلفة في العالم والمنطقة، بل بالعكس تشكل تهديدا لهذه المصالح.

وأوضح الكاتب أن المشكلة الآن هي أن الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب هو أكثر رئيس أميركي ولاءً لإسرائيل، وأن الحلقة المحيطة به من أشد المدافعين عن الدولة العبرية، ويدعون إلى اعتماد نهج صارم للتعامل مع طهران، ووقف تهديداتها لتل أبيب.

الكاتب اقترح أن تدخل إيران في مفاوضات واسعة لتشمل قضايا أخرى غير الاتفاق النووي، خصوصا وأن الأطراف الغربية كانت تحاول إدخال ملف الدور الإيراني في المنطقة، والآن وبعد أحداث سوريا أصبح هذا الموضوع أكثر أهمية، كما أنه أقل حساسية بالنسبة لإيران بعد أن أصبحت سوريا خارج حساباتها، بمعنى أن طهران قد تكون مستعدة للحديث عن طبيعة دورها في المنطقة، ومثل هذا الاتفاق لو حدث فإنه سيكون أكثر استدامة، وتصبح الولايات المتحدة الأميركية أكثر التزاما به.

مزيد من الأخبار